في آخر إجازة قضيناها سويا سألني أبي تعلم الإنترنت ، ابتسمت له وقلت : قريبا إنشاء الله .

مرت الأيام سريعا وكنت قد قررت مفاجأة أبي بأن يكون أول موقع يتصفحه على الإنترنت هو موقعي، وأن يأخذ الدروس التعليمية منها.ولكني فوجئت بوفاته قبل أن يعرف أنني أفكر في هذا الأمر.

فقد كنت قد قررت إطلاق موقعي مع بداية هذا العام ، وفي أوائل هذا العام وصلني خبر وفاة أبي ـ رحمه الله ـ لأفقد أعز مخلوق لي على وجه الأرض.

إن كنت قد تعلمت أشياء كثيرة في هذه الدنيا،  فإن أفضل ما تعلمته كان من أبي، فقد كان أستاذي ومعلمي سواء بالمدرسة أو البيت. كان أبا صالحا، ومعلما ناجحا.

عند وفاته بكاه غيري كأنهم أبناؤه، أما أنا فلم أوقن أنه قد مات إلا عندما زرت قبره، ويومها بكيت بكاء مرا، وما بكيت بعدها أبدا، فلا دموعي ولا دموع العشرات تكفي إن بكيناه ، وما ألم بالقلب يزول.

ولكني أدعو الله أن أكون عملا صالحا ينفعه في آخرته، وأدعو الله أن أكون سببا في دعاء الناس له بالرحمة.

عندما صممت هذا الموقع كنت أرغب بسؤال أبي بالسماح لي بعرض أشعاره التي بالأدراج على صفحات هذا الموقع، وما كنت أدري أنني سأكتب هذه الكلمات عنه.

أدعو الله أن تعود هذه الصفحات  بالخير على من يقرأها وأن يرحم أبي ويسكنه فسيح جناته ويوسع عليه قبره ويجعله روضة من رياض الجنة.

 

   KH.A.Anbar

Anbar ©2003