طرائف وأمثال عربية

أمثال عربية :ـ

إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض:::::

قائله علي كرم الله وجهه من حديث قال فيه : إن مثلي و مثل عثمان كمثل ثلاثة أثوار كن مع أسد ، أحدها ابيض والثاني احمر والثالث أسود.

وفي يوم قال الأسد للأحمر والأسود : إن الثور الأبيض يدل علينا بلونه ولوني على لونكما فدعاني آكله كي تصفو لنا الحياة في الغابة . فقالا : دونك فكله،..فأكله .

وفي يوم آخر .. قال للثور الأحمر : إن لوني على لونك ، فدعني آكل الثور الأسود ... فانه مخالف لنا ، فقال : دونك فكله،... فأكله .

و في يوم قال للأحمر : إني آكلك لا محالة.. فقال دعني أنادي ثلاثا قبل أن تأكلني .. فقال : افعل ، فنادى بأعلى صوته : "ألا إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض ".

ثم قال علي بصوت مرتفع : " ألا أني هنت يوم قتل عثمان " .

ويضرب المثل في الرجل يرزأ بأخيه .

إياكم وخضراء الدمن :

قائله رسول الله صلى الله عليه وسلم و قد سئل عليه السلام وما خضراء الدمن ؟ فقال : " المرأة الحسناء في منبت السوء" .

إياك أعني واسمعي يا جارة :

قائله سهل بن مالك الفزاري

خرج يوما قاصدا النعمان بن المنذر ملك الحيرة – عاصمة دولة المناذرة  تحت نفوذ  الأكاسرة – فمر بأحد أحياء طيء و سأل عن رأس القوم ، فأخبر بأنه حارثة بن لأم . فلما توجه  إلى بيته لم يجده .. ولكن أخته التي كانت موجودة رحبت به قائلة : انزل في الرحب والسعة .... فنزل حيث أكرمته ولاطفته ، ثم خرجت من خبائها فرأى جمالا فتن أهل الدهر ، وأصابت سهامها قلبه .

فجلس يفكر كيف يعبر ، وكيف يخبرها بما أحس أو يحدثها عما لمس

فجلس في الفناء الذي به الخباء .. ثم صب في أذنيها هذه الأبيات :

يا أخت أهل البدو والحضارة

ماذا ترين في فتى فــــــــزارة

أصبح يهوى حرة معطـــــارة

إياك اعني واسمعي يا جارة

 

فلما استقرت كلماته في ذهنها .. عرفت أنه عناها فقالت بصوت مسموع : " ما هذا بقول ذي عقل أريب ، ولا رأي مصيب ، ولا أنف نجيب ، فأقم ما أقمت مكرما ، ثم ارتحل متى شئت مسلما " .

ويقال أنها ردت بالأبيات :

إني أقول يا فتى فــــــزارة

لا أبتغي الزوج ولا الدعارة

ولا فراق أهل هذه الحـــارة

فارحل إلى أهلك باستخارة

فاستحيا الفتى وقال : ما أردت منكرا ... واسوأتاه

قالت : صدقت ... وقد ظهر الحياء من تسرعها.

ثم ارتحل سهل إلى النعمان فأكرمه و نعم فلما رجع نزل على أخيها ، فلما رأته سحرها جماله وبهرتها خلاله ، فطلب أن يكون لها خطبا ... فتقدم إلى أخيها يطلب يدها ، فتم ما أرادا ، ثم تزوجا و عاد إلى قومه .

ويقال المثل لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غير مدلوله ومعناه.

رجع بخفي حنين :

 

وأصل هذا المثل أن حنينا كان إسكافيا من أهل الحيرة ، فساومه أعرابي في شراء خفين ، فاختلفا في تقدير ثمنهما . وأغلظ الأعرابي الكلام للإسكافي ... فأصر حنين على أن يكيد له ، فراقبه حتى عرف اتجاه طريقه . فسبقه إلى الطريق ثم رمى بأحد الخفين ، وبعد مسافة طويلة شيئا ما .. رمى بالآخر ، ومكث قريبا منه يترقب ، فلما وصل الأعرابي إلى مكان الخف الأول رآه وعرفه فقال : لو كان الآخر معه لأخذته ، ثم تركه وسار حتى وجد الثاني فأخذه ، ثم ترك راحلته في ذلك المكان ورجع ليأتي بالأول ، فخرج حنين واستاق الراحلة بما عليها ، وعاد الأعرابي إلى بلده بالخفين .

فقيل " رجع بخفي حنين "

ويضرب هذا المثل فيمن خاب سعيه و ضاع جهده.

 

طرائف عربية :-

 

ضرب الحجاج بن عبد الله الصريمي معاوية بن أبي سفيان وهو يصلي فأصاب فخذه و قطع له شريانا تهدده بالموت ، ولما جاء الطبيب نظر إلى الضربة، فقال: إن السيف مسموم فاختر إما أن احمي لك حديدة فأجعلها في الضربة أو أسقيك دواء فتبرأ وينقطع نسلك ! فقال: أما النار فلا أطيقها ، وأما النسل ففي يزيد وعبد الله ما تقر به عيني  وحسبي بهما . فسقاه الدواء ، فعوفي وعالج  جرحه حتى التأم ، ولم يولد لمعاوية بعد ذلك ولد.

ترويج البضاعة بالشعر ::::::::

 

انقطع ربيعه بن عامر والملقب بـ " مسكين الدرامي" إلى الزهد والعبادة ، والاتصال بالملأ الأعلى عابدا قد هجر الشعر و الشعراء وانتهى به الأمر إلى التوحد بلا انقطاع.

في عهد انعزاله قدم تاجر إلى المدينة يبيع خُمر النساء حيث يسترن وجوههن بها . وكان الزمن زمن كساد ولا قدرة لأحد على البيع والشراء، فكسدت بضاعة التاجر و خاف الخسران والعودة بخفي حنين فأشارت عليه جماعة من الناس : لا يساعدك في بيعها إلا مسكين الدرامي الشاعر الشهير بالصوت الجميل والظرف .

توجه التاجر إلى مسكين وقص عليه قصته فأجابه مسكين بأنه قد هجر الشعر وانقطع للعبادة و أصبح على حاله الذي يراه . حزن التاجر واغتم بسبب كساد بضاعته ، وحين رأي مسكين هموم التاجر صعب عليه أمر الرجل فغادر المسجد وقد استعاد شكل الشاعر القديم بإهابه و خطابه  مجلجلا بصوت صخب الناس الذين فوجئوا به بينهم ينشد شعرا :

 

                                                          قل للمليحة بالخمار الأسود      ماذا فعلت بناســــــك متعبد

                                                          قد كان شمر للصــــلاة ثيابه     حين قعدت له بباب المسجد

                                                          ردي علــــــــيه ثيابه وصلاته       لا تقتليه بحق دين مـحـــمد

 

بعد هذه الأبيات انتشر بين الناس أن  الدرامي قد أحب امرأة ذات خمار أسود ، وأنه قد عاد لتعاطي الشعر فخرجت نساء المدينة تطلب الخمار الأسود حتى نفذت بضاعة التاجر بأضعاف ثمنها ، عند ذلك عاد إلى بلده مجبورا خاطره.

 

هالكُ لا محالة :::::::::::

استقامت صفوف المصلين في المسجد الكبير ووقف الأعرابي مستشرفا القبلة في الصف الأول خلف الإمام . كبر الإمام وبدأت التلاوة وجاء صوته "ألم نهلك الأولين " فتأخر الأعرابي إلى الصف الآخر ، ثم قرأ الإمام : "ثم نتبعهم الآخرين" فتأخر الأعرابي إلى الصف الآخر فقرأ الإمام : " كذلك نفعل بالمجرمين " و كان الأعرابي اسمه مجرم، فانزعج حتى ارتعدت فصائله فترك الصلاة و أخذ يعدو صارخا : والله ما المطلوب غيري . فلقيه بعض الأعراب فقالوا له : مالك يا مجرم ؟ فقال :إن الإمام أهلك الأولين و الآخرين وأراد أن يهلكني في الجملة والله لا أراه بعد اليوم .

 

أوصيك بأهلي خيرا :

كان الحجاج بمجلسه العامر بالشعراء  وأهل العلم والمنافقين واللائذين بسلطانه. حضر أعرابي  قادم من سفر طويل عبر الصحراء وكان جائعا حتى الموت .

قدم الحجاج للرجل فطيرا طيبا معجونا بالسمن ومحشوا بالفستق والبندق والجوز والزبيب ، فلما أكل الأعرابي منه قليلا استطعمه وتذوق لذته، وانغمس يقطع اللقيمات منه كأنها آخر زاده، وعندما رأى الحجاج استغراق الرجل في الأكل قال الحجاج : من أكل من هذا الصحن ضربت عنقه، فامتنع كل من يأكل ، وتردد الأعرابي، وأخذ مرة ينظر إلي الحجاج ومرة إلى الفطيرة، وحينما انهارت مقاومته قال للحجاج: أوصيك أيها الأمير بابنتي خيرا وهم يأكل لا يلوي عن شيء. فضحك الحجاج حتى استلقى على ظهره، وأمر له بعطية.

 

خرج الحجاج متصيدا فوقف وقد انقطع عن أصحابه على أعرابي يرعى إبلا، فقال: يا أعرابي، كيف هي سيرة أميركم الحجاج؟ فقال الأعرابي: غشوم ظلوم، لا حياه الله ولا بيّاه، فقال الحجاج: فلو شكوتموه إلى أمير المؤمنين؟ فقال الأعرابي: هو أظلم منه وأغشم، عليه لعنة الله. فبينما هو كذلك فإذا بالجنود قد أحاطت بالحجاج الذي أومأ إلى الأعرابي فأخذ وحمل، فلما صار معهم قال للجند: من هذا ؟ قالوا له: الأمير الحجاج. فعلم أنه قد أحيط به. فاقترب من الحجاج وقال: أيها الأمير، قال: ما تشاء يا أعرابي؟ قال: أحب أن يكون السر الذي بيني وبينك مكتوما. فضحك الحجاج وخلى سبيله.

حمار نادر :::::::::::::

أتى رجل لكع لسمسار حمير  فقال: اشتر لي حمارا ابلج ، له رأس أملس ، حكيم إذا صمت ، غير مزعج إذا نهق، ليس بالصغير المحتقر ، ولا الكبير المشتهر ، إن أشبعته شكر، وان أجعته صبر ، وان خلا الطريق تدفق ،وان كثر الزحام ترفق ، لا يصدم بي السواري ولا يدخل بي تحت البواري، إن ركبته هام وان ركبه غيري نام. فقال السمسار وقد ضاق صدره من الرجل وملأه الغيظ:انتظرني قليلا فإن شاء الله و مسخ ابن أبي ليلى القاضي حمارا اشتريته لك.

 

من لي بعدك ؟

مرض رجل وكان على وشك الموت حين جاء يزوره "أبو العبر" وعندما ثقل عليه الحال صاحت امرأته: من لي من بعدك يا سيدي وقرة عيني؟ عند ذلك غمزها أبو العبر و أومأ إليها: أنا لك بعده. فلما مات الرجل وانقضت عدتها سارع وتزوجها أبو العبر فأقامت عنده حينا، ثم حضرت الوفاة "أبا العبر" فجاء من يزوره ويعاوده، فصاحت صيحتها السابقة: من لي من بعدك يا سيدي وقرة عيني؟ ففتح أبو العبر عينيه وقال : لا يغمزها إلا من تكون أمه زانية.

 

بدون قرطاس:::

أراد أن يكتب أبو نواس إلى إخوان له فلم يجد قرطاسا يكتب فيه، فكتب ما أراد على رأس غلام له أصلع ثم قال فيما كتب: فإذا قرأتم كتابي فاحرقوا القرطاس. فضحكوا منه وتركوا للغلام جلدة رأسه.

سيف كلعاب المنية

كان لأبي جعفر النميري سيف لا فرق بينه وبين عصا من جريد لم يسن على مسن من حجر طوال ملكية الرجل له، وكان أبو جعفر يتباهى بالسيف ويخرج من بيته رافعا إياه صائحا: هذ العاب المنية وقاطع الرقاب، ومدل الرؤوس ولا مهرب لمخلوق من شفرته.

وفي يوم كان أبو جعفر يقف أمام بيته وهو يرفع سيفه مرددا نفس كلامه، فإذا بحس في داره. تيقن الرجل أن لصا في داره يجمع الأشياء ويكوم الحاجيات.

انتفض السيف في يد أبى جعفر وصرخ بأعلى صوته: أيها المغتر بنا، المجترئ علينا فبئس والله ما اخترت لنفسك، خير قليل وسيف صقيل، ومصير مجهول، ألا تعرف أنه لعاب المنية؟ أخرج بالعفو عنك قبل أن ادخل بالعقوبة عليك.

وكلما سمع أبو جعفر كركبة الأشياء كركبت بطنه، وخاف أن يفاجئه اللص بشج رأسه، أو طعنه في خاصرته.

ثم فتح أبو جعفر الباب بعد تردد فإذا كلب يعبث و قد خرج من الدار، عند ذلك طوح أبو جعفر سيفه في الفضاء وقال بصوت يمتلئ باليقين: الحمد لله الذي مسخك كلبا أيها اللص وكفانا شر القتال.

 

من حيل معاوية 

عندما كان معاوية بن أبي سفيان يحتضر أوصى ابنه "يزيد" بجملة أشياء منها أنه قال: لا ينزلني قبري إلا عمرو بن العاص، فإذا ألحدني وأراد أن يطلع فلا تتركه يفعل ذلك حتى يبايعك، فإن لم يفعل فاشرخ رأسه بالسيف، فما أخاف عليك إلا منه و من الحسين بن علي. فلما قضى معاوية نحبه وحمل إلى قبره أمر يزيد عمرو بن العاص أن يلحده فلما ألحده و أراد الخروج سل يزيد سيفه وقال لعمرو: إما أن تبايعني أو ألحقك به. فقال عمرو: ما هذا منك ولكن من هذا، مشيرا إلى معاوية وهو مغتاظ، ثم بايعه مرغما وهكذا استقر الأمر ليزيد.

 

 

 

Anbar ©2003